فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي رجل قاعد فاشتد ذلك عليه ، ورأيت الغضب في وجهه قالت : فقلت : يا رسول الله إنه أخي من الرضاعة ، قالت : فقال : (( انظرن إخوتكم من الرضاعة ، فإنما الرضاعة من المجاعة )) متفق عليه [1] .
في هذه الحادثة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن دخول الرجل على المرأة الأجنبية ، أو أن يختلي بها ، وأم المؤمنين في الحديث قد اختلت مع هذا الرجل وجلست كما تجلس المرأة مع أخيها فعندما دخل ورأى الرجل أنكر وجوده ، لأنه لا يعلم ، صلته بأم المؤمنين ..
وكان عليه الصلاة والسلام يهجر أزواجه شهرا كاملا إذا رأى منهن ما يغضبه كأن يكثرن عليه المراجعة أو ير ذلك فيحلف عليه الصلاة والسلام أن لا يدخل عليهن زجرا لهن وتأديبا ، فمن ذلك :
ما روى الشيخان عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال :
(( آلا رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسائه شهرا وقعد في مشربة له ، فنزل لتسع وعشرين ، فقيل : يا رسول الله إنك آليت شهرا ، قال : إن الشهر تسع وعشرون ))[2] متفق عليه .
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : (( دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : السام [3]عليك ، ففهمتها فقلت : عليك السام واللعنة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلا يا عائشة فإن الله يحب الرفق في الأمر كله فقلت يا رسول الله أولم تسمع ما قالوا ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قلت عليكم ))<!--[4]متفق عليه .
فأرشدها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عملية الإنكار كيف تكون وهي الحلم والرفق والأناة ، وكان صلى الله عليه وسلم في تعليمها حليما متأنيا ، ولو نظرنا إلى الأحاديث المذكورة في هجره نسائه وإنكاره لعائشة في الغيبة كيف كّره إليها الغيبة بتصويرها أمرا صغيرا أفسد البحر العظيم ، لتشعر وتدرك إثم فعلها وكذلك كان يستخدم عملية الهجر فقد هجرهن شهرا تأديبا لهن حتى لا يعدن إلى مخالفته أو الوقوع في تلك المعصية .
وكان عليه الصلاة والسلام يذهب إلى أقاربه فيدعوهم إلى الإسلام ويلح في ذلك عليهم ، لحرصه صلى الله عليه وسلم في إخراجهم من الظلمات إلى النور .
--------------------------------------------------------------------------------
[1]- أخرجه البخاري في صحيحه فتح الباري كتاب الشهادات ( 5/254/ح4647 ) والنكاح _( 9/146/ح5102 ) ، وصحيح مسلم في الرضاع ( 2/1078/ح1455 ) وسنن أبي داود في النكاح ( 2/548/ح2058 ) ، وسنن النسائي في النكاح ( 6/102 ) ، وسنن ابن ماجه في النكاح ( 1/626/ح1945 ) ، والدارمي في النكاح ( 2/81/ح2261 ) وأحمد ( 6/94 ) ، وابن الجاروج ( 691 ) ، وأبو نعيم في الحلية ( 7/166 ) ، والطيالسي ( 1412 ) .
[2]- أخرجه البخاري في صحيحه فتح الباري كتاب النكاح ( 9/300/ح5201 ) وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب الصلاة دون ذكر الإيلاء ( 1/308/ح411 ) ، وسنن النسائي في الإمامة ( 2/83 ) ، وسنن ابن ماجه في إقامة الصلاة ( 1/392/ح1238 ) .
[3] - السام : الموت : الصحاح للجوهري ( 5/1955 ) .
[4] - أخرجه البخاري في الاستئذان ( 11/41ـ42/ح5256 ) ، وفي الجهاد ( 6/106/ح3936 ) ، والدعوات (11/194/ح6395 ) ومسلم في السلام ( 4/1706 ـ 1707/2165 ) ، والترمذي في الاستئذان ( 5/60/ح2701 ) وقال : حسن صحيح ، وأحمد ( 6/134 ـ 135 ، 230 ) .
في هذه الحادثة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن دخول الرجل على المرأة الأجنبية ، أو أن يختلي بها ، وأم المؤمنين في الحديث قد اختلت مع هذا الرجل وجلست كما تجلس المرأة مع أخيها فعندما دخل ورأى الرجل أنكر وجوده ، لأنه لا يعلم ، صلته بأم المؤمنين ..
وكان عليه الصلاة والسلام يهجر أزواجه شهرا كاملا إذا رأى منهن ما يغضبه كأن يكثرن عليه المراجعة أو ير ذلك فيحلف عليه الصلاة والسلام أن لا يدخل عليهن زجرا لهن وتأديبا ، فمن ذلك :
ما روى الشيخان عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال :
(( آلا رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسائه شهرا وقعد في مشربة له ، فنزل لتسع وعشرين ، فقيل : يا رسول الله إنك آليت شهرا ، قال : إن الشهر تسع وعشرون ))[2] متفق عليه .
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : (( دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : السام [3]عليك ، ففهمتها فقلت : عليك السام واللعنة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلا يا عائشة فإن الله يحب الرفق في الأمر كله فقلت يا رسول الله أولم تسمع ما قالوا ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قلت عليكم ))<!--[4]متفق عليه .
فأرشدها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عملية الإنكار كيف تكون وهي الحلم والرفق والأناة ، وكان صلى الله عليه وسلم في تعليمها حليما متأنيا ، ولو نظرنا إلى الأحاديث المذكورة في هجره نسائه وإنكاره لعائشة في الغيبة كيف كّره إليها الغيبة بتصويرها أمرا صغيرا أفسد البحر العظيم ، لتشعر وتدرك إثم فعلها وكذلك كان يستخدم عملية الهجر فقد هجرهن شهرا تأديبا لهن حتى لا يعدن إلى مخالفته أو الوقوع في تلك المعصية .
وكان عليه الصلاة والسلام يذهب إلى أقاربه فيدعوهم إلى الإسلام ويلح في ذلك عليهم ، لحرصه صلى الله عليه وسلم في إخراجهم من الظلمات إلى النور .
--------------------------------------------------------------------------------
[1]- أخرجه البخاري في صحيحه فتح الباري كتاب الشهادات ( 5/254/ح4647 ) والنكاح _( 9/146/ح5102 ) ، وصحيح مسلم في الرضاع ( 2/1078/ح1455 ) وسنن أبي داود في النكاح ( 2/548/ح2058 ) ، وسنن النسائي في النكاح ( 6/102 ) ، وسنن ابن ماجه في النكاح ( 1/626/ح1945 ) ، والدارمي في النكاح ( 2/81/ح2261 ) وأحمد ( 6/94 ) ، وابن الجاروج ( 691 ) ، وأبو نعيم في الحلية ( 7/166 ) ، والطيالسي ( 1412 ) .
[2]- أخرجه البخاري في صحيحه فتح الباري كتاب النكاح ( 9/300/ح5201 ) وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب الصلاة دون ذكر الإيلاء ( 1/308/ح411 ) ، وسنن النسائي في الإمامة ( 2/83 ) ، وسنن ابن ماجه في إقامة الصلاة ( 1/392/ح1238 ) .
[3] - السام : الموت : الصحاح للجوهري ( 5/1955 ) .
[4] - أخرجه البخاري في الاستئذان ( 11/41ـ42/ح5256 ) ، وفي الجهاد ( 6/106/ح3936 ) ، والدعوات (11/194/ح6395 ) ومسلم في السلام ( 4/1706 ـ 1707/2165 ) ، والترمذي في الاستئذان ( 5/60/ح2701 ) وقال : حسن صحيح ، وأحمد ( 6/134 ـ 135 ، 230 ) .